وترجمه الذهبي في ( التذكرة ، والكاشف ، والعبر ، وسير أعلام النبلاء ) ، ووصفه بالفقيه القدوة عالم اليمن ... الحافظ ، وحكى وصفه عن المليكي ، قال : رأيت طاووساً وبين عينيه أثر السجود ، وحكى عن ابن حبّان قوله فيه : كان من عبّاد أهل اليمن ومن سادات التابعين ، وكان مستجاب الدعوة ، حج أربعين حجة. وقال : وبلغنا أنّ ابن عباس كان يجلّ طاووساً ويأذن له مع الخواص. وقال ابن عيينة لعبيد الله بن أبي يزيد : مع مَن كنت تدخل على ابن عباس؟ قال : مع عطاء وأصحابه. قلت : وطاووس؟ قال : أيهان ـ بمعنى هيهات ـ ذاك كان يدخل مع الخواص ، وذكر عن الثوري : قال كان طاووس يتشيع (١).
ولم تعجب الذهبي كلمة الثورى ، فقال : ( إن كان فيه تشيع فهو يسير لا يضر إن شاء الله ) (٢).
أقول : لعلّ منشأ ما قاله الثوري وما عقب به عليه الذهبي هو ما حكاه الغزالي في ( الإحياء ) ، قال : ( حكي أنّ هشام بن عبد الملك قدم حاجاً إلى مكة فلمّا دخلها ، قال : ائتوني برجل من الصحابة ، فقيل : يا أمير المؤمنين قد تفانوا ، فقال : من التابعين ، فأتي بطاووس اليماني ، فلمّا دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلّم عليه بإمرة المؤمنين ، ولكن قال : السلام عليك يا هشام ، ولم يكنّه وجلس بإزائه ، وقال : كيف أنت يا هشام ، فغضب هشام
____________________
(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٢٣.
(٢) نفس المصدر ٥ / ٥٢٥.