أقول : وأخرج الطبراني في المعجم الكبير أحاديث طاووس عن ابن عباس بلغت ( ١٨١ ) حديثاً (١) فيها جملة صالحة.
منها : ( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر : إنّ الناس قد استعجلوا أمراً كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم ).
ومنها : ( أوّل من أسلم عليّ رضي الله عنه ).
ومنها : ( دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكتف فقال : ( إئتوني بكتف أكتب لكم كتاب لن تضلوا بعدي أبداً ) وأخذ من عنده في لغط ، فقالت أمرأة ممّن حضر : ويحكم عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال بعض القوم : أسكتي فإنّه لا عقل لك ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : ( وأنتم لا أحلام لكم ) ).
ومنها : ( سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صوت رجلين يغنيان وهما يقولان :
ولا يزال حواريٌ يلوح عظامه |
|
زوى الحرب عنه ان يُجنّ فيُقبرا |
فسأل عنهما ، فقيل : معاوية وعمر وبن العاص. فقال : ( اللّهمّ أركسهما في الفتنة ركساً ودعّهما إلى النار دعا ) ).
إلى غير ذلك من الأحاديث ، فراجعها.
ولعلّ ما ذكرته منها هو الذي حمل سفيان الثورى على قوله : كان طاووس
____________________
(١) المعجم الكبير ١١ / ٥ ـ ١٤٧.