لكن الذهبي قال عنه : ( الفقيه أبو الوليد المدني ثمّ الكوفي ) ، كذا عنونه الذهبي في السير ، ثمّ قال : ( وأمّه هي سُلمى أخت أسماء بنت عميس. وكانت سُلمى تحت حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فلمّا استشهد تزوّجها شدّاد رضي الله عنه فولدت له عبد الله في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ... عدّه خليفة في تابعي أهل الكوفة ، وقال ابن سعد : في الطبقة الأولى : من تابعي أهل المدينة روى عن عمر وعليّ وكان ثقة قليل الحديث شيعياً ...
قال عطاء بن السائب : سمعت عبد الله بن شداد يقول : وددت أنّي قمت على المنبر من غدوة إلى الظهر ، فأذكر فضائل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ثمّ أنزل فيضرب عنقي. قلت ـ والقائل هو الذهبي ـ : هذا غلو وإسراف سمعها خالد الطحان من عطاء ) (١).
أقول : هذا جلّ ما ذكره الذهبي ، ولم يكن دقيقاً وأميناً في نقله قول ابن سعد! فإنّه وإن قال ذلك في ( الطبقات ) (٢) ، إلاّ أنّ ابن سعد قال أيضاً في الطبقة الأولى من أهل الكوفة : ( وكان ثقة فقيهاً كثير الحديث متشيعاً ... ) (٣). وهذا كان عليه أن يذكره أيضاً.
وأمّا رأيه في قول عبد الله بن شداد في كثرة فضائل عليّ عليه السلام : ( هذا
____________________
(١) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٣.
(٢) الطبقات ٥ / ٤٣.
(٣) الطبقات ٦ / ٨٧.