الزبير ومؤذنه ـ.
ومهما يكن فله عنه أحاديث أخرجها الطبراني في ( المعجم الكبير ) رواها عن ابن عباس.
وأوّلها : مكاتبته إليه ، قال : ( كتبت إلى ابن عباس أسأله عن امرأتين كانتا تخرزان ، فخرجت أحداهما فادّعت أنّ صاحبتها ضربتها بالأشفار وأنكرت الأخرى ، فكتبَ إليّ ابن عباس : إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضى أن اليمين على المدعى عليه ، ولو أنّ الناس أعطوا دعواهم لادّعى أناس من الناس أموال الناس ودماءهم ، ولكن أدعها فاتل عليها : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ ) (١) ، قال : ففعلُتَ فاعترفتْ ، فبلغه ذلك فسرّ به ) (٢) ، وهذا رواه أحمد مكرراً في مسنده ، والبخاري في صحيحه ، ومسلم ، والنسائي ، وأبو يعلى ، والترمذي ، وابن ماجة ، مطولاً عند بعضهم ومختصراً عند بعضهم.
ومن أحاديثه عن ابن عباس : قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشرب عند سودة من العسل فيدخل على عائشة ، فقالت : أنّي أجد فيك ريحاً ، ثمّ دخل على حفصة ، فقالت : أنّي أجد فيك ريحاً ، فقال : ( انّي أراه من شراب شربته عند سودة ، والله لا أشربه ) ، فنزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا
____________________
(١) آل عمران / ٧٧.
(٢) المعجم الكبير ١٠ / ٩٥ ـ ١٠٣.