أكثر أبو هريرة ... ) (١) ، ولا غرابة في إتهام الناس له لأنّ صحبته للرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم تطل ، فهو قد أتى المدينة ليالي فتح خيبر عام سبع من الهجرة ، وخرج من الحجاز في شهر ذي القعدة عام ٨ هـ مع العلاء الحضرمي ، ولم يعد إلاّ بعد عام ٢٠ هـ حين دعاه عمر للشهادة على قدامة بن مظعون ، فمتى طالت صحبته لتستوفي فيها كلّ ما رواه ممّا بلغ ( ٥٣٧٤ ) في مسند بقي بن مخلّد ، أو ( ٣٨٤٨ ) كما في مسند أحمد!
إنّها طامّة ما فوقها طامّة ، إنسان لا يحظى بشرف الصحبة إلاّ بعام ودون العام ، يفوق أكابر الصحابة ممّن هم أقدم سلماً وأكثر لصوقاً ، وأشد وثوقاً ، كيف لا يتهمه الناس؟ وكيف لا يتطرق الريب إلى كثرة مروياته بعد أن جرّبوا عليه الكذب.
وحسب القارئ دليل صدق على كذب زعمه دخوله على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوجة عثمان وبيدها مشط ... مع أنّ رقية ماتت وقت بدر ، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر ، كما قال الذهبي ، وكذلك قال الحاكم في المستدرك : ( هذا حديث صحيح الإسناد واهي المتن فإنّ رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر ، وأبو هريرة إنّما أسلم بعد فتح خيبر ) (٢) ، وكذلك الذهبي أنكر ذلك كما سبق.
وقد روى الذهبي وغيره عن أبي هريرة قال : ( لو كنت أحدّث في
____________________
(١) البخاري ، كتاب العلم باب كتابة العلم ١ / ٣١ ط بولاق.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٤ / ٤٨.