صلى الله عليه وآله وسلم سافر من المدينة لا يخاف إلا الله عز وجل ، فصلى ركعتين ركعتين حتّى رجع ). فقال : إسناده صحيح ... ثمّ حكى ما تقدم من غمز في سماع ابن سيرين من ابن عباس ، فقال : ( وهذا ليس بتعليل ، ولا دليل على الجزم ، فابن سيرين عاصر ابن عباس طويلاً ، فهو على السماع حتّى يتبين خلافه ، وقد صحح الأئمة روايته عن ابن عباس ).
أقول : ومع ذلك فقد أخرج له الطبراني في ( المعجم الكبير ) أكثر من ثلاثين حديثاً عن ابن عباس ، وليس في واحد منها نُبّئت (١).
وأخرج بعضها عبد الرزاق في مصنفه ، وأحمد في مسنده ، سوى ما رواه النسائي والترمذي ، فضلاً عما رواه البخاري ، ومع كلّ هذا التلبيس والتدليس يبقى ( محمّد بن سيرين الإمام شيخ الإسلام ... صاحب التعبير ) كما يقول الذهبي في عنوان ترجمته في ( سير أعلام النبلاء ) (٢).
١٥ ـ محمّد بن عباد بن جعفر المخزومي المكي.
ذكره البخاري في رجاله الكبير (٣) ، ولم يذكر له رواية عن ابن عباس ، بينما ذكر ذلك ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) (٤) ، والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (٥) ، وذكره ابن حجر في تهذيبه ، وأنّه روى عن
____________________
(١) المعجم الكبير ١٢ / ١٤٦.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥ / ٤٨٧.
(٣) رجال البخاري الكبير ١ / ق ١ / ١٥٧.
(٤) الجرح والتعديل ٤ / ق ١ / ١
(٥) سير أعلام النبلاء ٥ / ٥٧١