الحفظ. فقد حدّث هو بذلك فقال : ( علّمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أتقوى به على الحفظ حين شكوت إليه قلّة الحفظ ، فقال : ( ألا أهدي لك هدية يابن عباس علّمني إياها جبرئيل عليه السلام؟ ) فقلت : بلى يا رسول الله. فقال لي : ( تكتب في طست بزعفران وماء الورد ، فاتحة الكتاب والتوحيد والمعوذتين ويس والحشر والواقعة والملك ، ثمّ تصبّ عليه ماء زمزم ، أو ماء السماء ، وتشرب على الريق وقت السحر ، وذلك مع ثلاث مثاقيل لبان ، وعشرة مثاقيل عسل ، وعشر مثاقيل سكر ، ثمّ تصلّي بعد شربه عشر ركعات ، تقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب وعشر مرات قل هو الله أحد ، ثمّ تصبح صائماً ذلك اليوم ، فما تأتي عليك أربعون يوماً حتّى تكون حافظاً بإذن الله تعالى ) ) (١).
وأعتقد أن يكون هذا الذي علّمه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد استعمله فجعل الله منه آية في النبوغ المبكّر حتّى صار يحفظ كلّ ما يسمعه ، ويحدّث بما وعى ، فيقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التشهّد كما يعلمنا القرآن ) (٢) ، وكان يعلّمنا وكان كذا.
وقد علّمه كيف يقرأ القرآن فقال صلى الله عليه وآله وسلم له : ( يابن عباس إذا قرأت القرآن فرتله ترتيلاً ) ، قال : وما الترتيل؟ قال : ( بيّنه تبيينا ، ولا تنثره نثر الدَقل ، ولا تهذّه هذّ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحرّكوا به القلوب ، ولا
____________________
(١) بحار الأنوار ٩٥ / ٣٤٠.
(٢) تاريخ جرجان / ٢٨٦ ط حيدر آباد.