أبي طالب عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم ، فسأله عن العاديات ضبحا ، فقال : سألت عنها أحداً قبلي؟ قال : نعم سألت عنها ابن عباس فقال : الخيل حين تغير في سبيل الله ، قال : فاذهب فادعه لي ، فلمّا وقف على رأسه. قال : ( تفتي الناس بما لا علم لك به ، والله إن كانت لأوّل غزوة في الإسلام بدر ، وما كانت معنا إلاّ فرسان ، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود ، فكيف تكون العاديات الخيل؟! بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى مزدلفة ، ومن مزدلفة إلى منى ) ، قال ابن عباس : فرغبت عن قولي ، ورجعت إلى الذي قال عليّ عليه السلام ) (١).
هكذا حدّث ، وهكذا صرّح ، وعلى ضوء هذا سنعرف صدق قول ابن أبي الحديد : ( ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه ـ أيّ الإمام ـ أخذوا ومنه فرّع ، وإذا رجعت إلى كتب التفسير. علمت صحّة ذلك ، لأنّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس ، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له ، وانقطاعه إليه ، وانّه تلميذه وخريّجه ، وقيل له : أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط ) (٢).
وللسيد ابن طاووس رحمة الله في كتابه ( سعد السعود ) كلام يؤكد فيه ما مرّ ، فيقول : ( وأعلم أنّ عبد الله بن عباس كان تلميذ مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ولعل أكثر الأحاديث التي رواها عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، كانت عن مولانا عليّ عليه السلام عن
____________________
(١) مجمع البيان ١٠ / ٣٢٣.
(٢) شرح النهج لابن أبي الحديد ١ / ٦ ط الأولى بمصر.