النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فلم يذكر ابن عباس مولانا عليّاً عليه السلام لأجل ما رأى من الحسد له والحيف عليه ، فخاف أن لا تُنقل الأخبار عنه إذا أسندها إليه. وإنّما احتمل الحال مثل هذا التأويل ، لأنّ مصنف كتاب الإستيعاب ذكر ما كنّا أشرنا إليه أنّ عبد الله بن عباس قال توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم يعني المفصّل ، وهو أعرف بعمره ، وروى عن غيره أنّه كان له عند وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث عشرة سنة ، فهل ترى ابن عشر سنين وابن ثلاث عشرة سنة ممّن يدرك كلّ ما أسنده عبد الله بن عباس عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يحفظ ألفاظه وتفاصيله بغير واسطة ممّن يجري قوله مجرى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ثمّ قال :
( أقول ) : وأمّا ابن عباس كان تلميذ مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فهو من الأمور المشهورة بين الإسلام ) (١).
وقد ذكر محمّد بن عمر الرازي في كتاب ( الأربعين ) ما هذا لفظه : ( ومنها علم التفسير ، وابن عباس رئيس المفسّرين وهو كان تلميذ عليّ بن أبي طالب ) (٢).
قال ابن عباس : ( إذا حدّثنا الثقة بفتيا عن عليّ لم نتجاوزها ) (٣) ، و ( إذا حدثنا ثقة عن عليّ بفتيا لا نعدوها ) (٤).
____________________
(١) سعد السعود / ٢٩٦.
(٢) نفس المصدر.
(٣) الاستيعاب ٣ / ٣٩.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ١٠ ، وراجع سير أعلام النبلاء للذهبي ٢ / ٦٢٨ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي / ١٧١ ، وغيرها.