فبعد هذا لا نعجب من كلام الشيخ أحمد رضا أحد الأعلام في مقدمته لمجمع البيان ، حيث قال : ( أوّل من تكلم في تفسير القرآن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام ... ثمّ عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ووارث ثلثي علوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد دعا له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : ( اللّهمّ فقهه في الدين وعلّمه التأويل ) ، ولذلك كثرت الرواية في التفسير عنه ، حتّى كان ما يقارب النصف من الأحاديث الواردة في التفسير مسنداً اليه ) (١).
ومسك الختام في كلامه مع الرجل الذي سأله عن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام ، فيما رواه الشيخ الطوسي بإسناده عن سعيد بن المسيّب قال :
( سمعت رجلاً يسأل ابن عباس عن عليّ بن أبي طالب؟ فقال له ابن عباس : إنّ عليّ بن أبي طالب صلّى القبلتين ، وبايع البيعتين ، ولم يعبد صنماً ولا وثناً ، ولم يضرب على رأسه بزلم ولا قدح ، ولد على الفطرة ، ولم يشرك بالله طرفة عين أبداً.
فقال الرجل : إنّي لم أسألك عن هذا ، وإنّما أسالك عن حمله سيفه على عاتقه يختال به حتّى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفاً ، ثمّ صار إلى الشام فلقى حواجب العرب فضرب بعضهم ببعض حتّى قتلهم ، ثمّ أتى
____________________
(١) مجمع البيان ١ / ٧٥ ط الأعلمي.