عندها لمع في ذهني سؤالٌ غريب :
ترى ، أيّ المذاهب أصح ؟
وأيّ المذاهب هو مذهبك يا سيّدي يا رسول الله ؟
هل الحنفي ، أم المالكي ، أم الشافعي ، أم الحنبلي ؟
وهل يمكن أن يكون للمسألة الشرعيّة الواحدة حكمان أو ثلاثة أو حتى أربعة ؟
وأيّ حكم منها هو حكم الله ورسوله ؟
هل الوجوب ، أم التحريم ، أم الاستحباب ، أم الإباحة ؟
بعد هذه الحيرة ، وصلتُ إلى نتيجة حقيقيّة هي : أنّ الله واحد والدين واحد ، فلابدّ أن يكون الحكم واحداً.
ترى ، أين مذهب الشيعة من مذاهبنا الأربعة ، وهل فيه اختلاف كما فيها ؟
ولماذا لا يتشيّع ، ويعلن تشيّعه إلاّ من كان شجاعاً وموضوعيّاً في تفكيره ؟
لأروي ظمأ أسئلة تلهث بحثاً عن أجوبة معقولة ، بادرتُ إلى دراسة عقائد الشيعة ، وخاصّة أصل الإمامة ، حيث كنتُ أتساءل : لماذا يعتبره الشيعة أصلاً من أُصول المذهب ، بينما يعتبره أهل السنّة فرعاً أو أقلّ من ذلك ؟ اطّلعت على بعض الأحكام الشرعيّة وعلى جزء من سيرة كلّ إمام من أئمتهم.