جميع الناس ، فأمر الحاضرين أن ينقلوا هذا الحادثة إلى الغائبين ، فقال : « ألا فليبلغ الشاهدُ الغائبَ ».
لقد أسلفنا الذكر بأنّ هناك آيتين نزلتا في هذه الواقعة هما آية التبليغ ، وآية إكمال الدين.
وكلا هاتين الآيتين تكتنف قرينة تدلّ على أنّ المراد من كلمة ( مولى ) الأولويّة بالتصرّف والقيادة.
١ ـ آية التبليغ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).
فما هذا الشيء الذي أُنزل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والذي يساوي كلّ ما جاء به وعاناه منذ بداية البعثة ، بحيث إن كتمه فكأنّه لم يأتِ بشيء ؟
بالتأكيد هو ليس إظهار محبّة ونصرة علي عليهالسلام والأمر بهما ; لأنّ وجوب محبّة جميع المؤمنين ونصرتهم أمر مفروغ منه.
إنّما هو التبليغ بإمامته عليهالسلام وأهليّته لهذا المنصب.
٢ ـ آية إكمال الدين : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
__________________
(١) المائدة (٥) : ٦٥.