إذاً ، تشير هذه الآيات إلىٰ أنّ إبراهيم عليهالسلام لم يرزق بذريّة ، بل لم يعلم بذلك إلاّ بعد أن مسّه الكبر ، وكلّ ذلك حدث وقت النبوّة ، ومع ذلك لم يكن إماماً عندئذ إلاّ بعد أن صار أهلاً لها.
لمّا ارتقى إبراهيم عليهالسلام من النبوّة إلى الإمامة ، لم يَغبْ عن ذهنه خطورة الفراغ الذي سيخلّفه بعد رحيله الأبدي والتحاقه بالرفيق الأعلى ، وكان أمله أن يكون أئمة من ذريّته بعده كما كان هو.
ولعلوّ شأنّها ـ الإمامة ـ وسموّ مكانتها في عينه ، حيث رأى ما لم يره ولم يطلع عليه أحد من البشر غيره خلال مسيرة حياته ، سأل ربّه : أن يا ربّ هل ستجعل من أولادي وأحفادي أئمة من بعدي كما جعلتني ( وَمِن ذُرِّيَّتِي ) ؟
يأتيه الجواب : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ).
يالَحكمة السماء...
ويالَبديع نظمها...
أُنظر إلىٰ الردّ الإلهي...
كلمات معدودة صارت قانوناً جرى ويجري منذ بدء الخليقة إلى منتهاها...
(
لَا
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
) جوابٌ ليس
مقبولاً محضاً ولا رفضاً