قال الإمام الصادق عليهالسلام :
« إن الله اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً ، واتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه رسولا ، واتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً ، واتّخذه خليلاً قبل أن يتّخذه إماماً » (١).
إنّ هذه المراتب التي أحرزها إبراهيم عليهالسلام وهي : العبوديّة ، النبوّة ، الرسالة ، الخلّة ، الإمامة ، حيث جاءت مرتّبة تصاعديّاً ، فإنّها ترسم سُلّم الصعود والارتقاء إلى أعلى مرتبة يمكن أن يصل إليها الإنسان ، وهي الدرجة العليا ( الإمامة ).
( فالعبوديّة ) وهي الدرجة الأُولى ليست بمعنى الملوكيّة ، إذ أنّ كلّ الناس عبيد الله ، إنّما المراد منها هو الإخلاص والصدق في خطّ التعبّد ، إذ أنّها ( العبوديّة ) منطلق الكمالات المعنويّة.
بعد العبوديّة تأتي ( النبوّة ) المختصّة بشخصه ، ثمّ ( الرسالة ) حيث تعمّ كلّ الأُمّة ، فتكون أعلى مرتبةً وأصعب مهمةً من النبوّة ، إذ كلّ رسول نبيّ ، وليس كلّ نبيّ رسول ، ثمّ بعد الرسالة تأتي مرتبة ( الخلّة ) ، والتي تفرّد بها إبراهيم عليهالسلام من بين الأنبياء والمرسلين ، فصار خليل الله.
بعد أن أحرز إبراهيم كلّ هذه المقامات ، وأتمّ كلّ تلك
__________________
(١) الكافي ١ : ١٧٥ ، حديث ٢ و ٤ ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة عليهمالسلام.