وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).
عندها توقّف الرسول عن المسير في تلك الأرض الجدباء ، وأمر من تأخّر عنه فليلحق به ، ومن تقدّم فليرجع إليه ، حتى اجتمع الناس في مكان واحد ، فأدركتهم صلاة الظهر فصلّوها ، ثمّ أمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أن تُوضع أقتاب الإبل فوق بعضها حتى صارت كالمنبر ، فصعد الرسول عليها خطيباً بالناس ، بكلماته العذبة الصادقة ، وبصوته الذي ملأ الصحراء فسمعه القاصي والداني.
بدأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبته كعادته بحمد الله والثناء عليه ، ثمّ أخذ يُعدّ الناس إعداداً روحيّاً لتقبّل خبر مهم للغاية ، وكان من جملة ما قال :
« أيّها الناس...
يوشك أن أُدعى فأُجيب ، وأنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون » ؟
فتعالت الأصوات من كلّ جانب : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله خيرا...
ثمّ أخذ يُذكّر بأُصول الدين ، قال :
__________________
(١) المائدة (٥) : ٦٧.