مطلقاً ، بل قسّم البشريّة إلى قسمين :
القسم الأوّل : غير الظالمين ، وهم الذين سينالهم عهد الله.
القسم الثاني : الظالمون ، وهم الذين حُرموا عهد الله.
إنّ الظالم في عرفنا : هو كلّ من يعتدي علىٰ حقوق الغير أو يسلبها في المجالات المختلفة ، ولكنّ القرآن يعمّم هذا المفهوم ليشمل كلّ معتد على حقّ غيره أو حقّ نفسه.
فثمّة آيات كثيرة في القرآن الكريم تعرض صوراً لإلحاق الظلم بالنفس ، مثل قوله تعالى : ( وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ) (١).
وقوله سبحانه : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ ) (٢).
وقوله عزّ وجلّ : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ ) (٣).
إذاً ، كلّ من مارس الظلم بحقّ نفسه أو حقّ غيره فهو في نظر القرآن الكريم ظالم ، وكلّ ظالم هو بعيد عن نيل عهد الله ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ).
__________________
(١) النساء (٤) : ١١٠.
(٢) الكهف (١٨) : ٣٥.
(٣) البقرة (٢) : ٥٤.