تضمّ هذه الفئة القسم الأكبر من أبناء الأُمّة الإسلاميّة ، حيث ينظرون إلى الإمامة كمفهوم ضيّق ومحدود لا يتعدّى قيادة المجتمع وإدارة الشؤون السياسيّة ، فتنحصر بهذا مهمة الإمام بالأُمور الدنيويّة فقط ، كحفظ أمن الدولة ، وحماية حدود البلاد ، والفصل بين المتخاصمين ، والضرب على أيدي المعتدين.
هذا ، ولا إشكال فيما إذا تعدّى الإمام حدود التقوى وتلوّث بلوث الآثام والمعاصي ، فإنّه يبقى إماماً مُطاعاً !
وبعبارة أُخرى :
إنّ هذه الفئة تقول بإمامة حتى الجائر والظالم ، ولا ينخلع هذا الإمام بارتكابه المعاصي ، بل إنّه بمجرّد استيلائه على هذا المنصب ـ بغض النظر عن الطريقة التي وصل بها إلى الحكم ـ فقد استحقّه.
ومن جهة أُخرى : يعتبرون مصدر تعيين الإمام واختياره هم الأفراد أنفسهم ، فهم يختارونه بأنفسهم وينصبّونه عليهم !
إنّ هذه النظرة السطحيّة إلى الإمامة أدّت إلى تهميش هذا الأصل المهم وتفشّي الاعتقاد بفرعيّته.
أمّا القسم الثاني من أبناء الأُمّة هم ما يُسمّون ب ( الشيعة ) ، حيث تختلف نظرتها إلىٰ الإمامة عن الفئة السابقة.