ثمّة تساؤل قد يقع في ذهن القارئ الكريم ، وهو :
طالما نزلت هذه الآية في الإمام علي عليهالسلام فلماذا جاءت بصيغة الجمع ، بينما المخاطَب هو فرد واحد ؟
يجيبنا العلاّمة الزمخشري علىٰ هذا التساؤل فيقول :
فإنّ قلت : كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي الله عنه واللفظ جماعة ؟
قلت : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلٌ واحدٌ ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه... (١).
ونقول أيضاً :
إنّ أهل اللغة يعدّون مخاطبة الفرد بصيغة الجمع لغرض التفخيم والتعظيم.
فقد ذكر الطبرسي في تفسيره : إنّ النكتة من إطلاق لفظ الجمع على أمير المؤمنين عليهالسلام تفخيمه وتعظيمه ، ذلك أنّ أهل اللغة يعبّرون بلفظ الجمع عن الواحد على سبيل التعظيم ، وقال : وذلك أشهر في كلامهم من أن يحتاج إلى الاستدلال عليه (٢).
كما أنّه قد نزل الكثير من الآيات الكريمة بصيغة الجمع على
__________________
(١) الكشّاف ١ : ٦٨٢.
(٢) مجمع البيان ٣ : ٣٦٤.