عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) (١).
إنّ طاعة الرسول واجبة حيث تكتسب وجوبها من كونه رسولاً لله ، وكون الله أمرَ بطاعته ، إذ قال : ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ... ) (٢).
وبهذا تكون طاعته طاعةً لله ، ومخالفته مخالفةً لله ، يقول سبحانه : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ) (٣).
ثالثاً : ( وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) يأتي الأمر الثالث ، وهو أيضاً من سنخ الأوّل والثاني ، وهو الأمر بطاعة أُولي الأمر الذين جاء ترتيبهم في الآية بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبهذا يتعيّن المرجع الحقيقي للمؤمنين بعد رسول الله ، وهم أُولوا الأمر الذين أمر الله بطاعتهم.
هل تعتقد أنّ كلّ من استطاع الاستيلاء على مركز القيادة والإمساك بزمام الأُمور ، بغض النظر عن الوسيلة ، وبغض النظر عن الصفات التي يتمتّع بها ، هل تعتقد أنّه أصبح من أُولي الأمر الذين
__________________
(١) النجم (٥٣) : ٣ ـ ٤.
(٢) الحشر (٥٩) : ٧.
(٣) النساء (٤) : ٨٠.