لقد بلغ حديث الغدير حدّ التواتر ، حيث رواه ما يقارب ال (١١٠) صحابي ، و (٨٩) تابعي ، و (٣٥٠) عالم ومحدّث (١).
ممّا لا يدع أيّ شكّ في صحّة هذا الحديث ، ولكن الاختلاف وقع في المقصود من كلمة ( مولى ) في قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ».
فمنهم من قال : إنّ المراد بها فقط معنى ( المحبّ والناظر ) !
ومنهم من أعطاها مفهوماً أعمّ وأشمل ، أي معنى ( الأولويّة في التصرّف ).
فلنرَ أيّ المعنيين هو الصواب.
إنّ في حديث الغدير مجموعة من القرائن تدلّ على أنّ المراد من كلمة ( مولى ) في قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم هو المعنى الثاني ، أي الأولويّة في التصرّف والقيادة والرئاسة العامة.
ومن هذه القرائن :
١ ـ عندما بدأ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خطبته بدأها بالتركيز بأُصول الدين الثلاثة وهي :
__________________
(١) انظر الغدير للعلاّمة الأميني ١ : ١٤ ـ ١٥١.