من بعضٍ ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ؟! قالوا : صدقت يا أمير المؤمنين ، ثمَّ نهض القوم.
فلمّا كان من الغد احضر الناس ، وحضر أبو جعفر عليهالسلام ، وصار القوّاد والحُجّاب والخاصّة والعمّال لتهنئة المأمون وأبي جعفر عليهالسلام ، فأخرجت ثلاثة أطباقٍ من الفضَّة فيها بنادق مسكٍ وزعفرانٍ معجون ، في أجواب تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنيَّة واقطاعات ، فأمر المأمون بنثرها علىٰ القوم من خاصَّته ، فكان كلُّ من وقع في يده بندقة ، أخرج الرقعة التي فيها والتمسه فاطلق له. ووضعت البِدَر ، فنثر ما فيها علىٰ القوّاد وغيرهم ، وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا. وتقدَّم المأمون بالصدقة علىٰ كافّة المساكين. ولم يزل مكرماً لأبي جعفر عليهالسلام معظّماً لقدره مدة حياته ، يؤثره علىٰ ولده وجماعة أهل بيته (١).
الثورات والانتفاضات في عهد الإمام عليهالسلام
لم تزل الثورات العلوية والانتفاضات
الشيعية ، منذ وضعت حرب الإمام الحسين عليهالسلام
أوزارها ، تتأجج وتشتعل بين الحين والآخر كلّما سنحت لذلك فرصة ، وكلّما برز قائد ناهض. يساعد علىٰ ذلك ؛ استمرار دور ________________ ١)
إعلام الورىٰ ٢ : ١٠١ ـ ١٠٥. والاحتجاج : ٢ : ٤٦٩ ـ ٤٧٧ / ٣٢٢ الطبعة
الاُولىٰ المحققة ١٤١٣ ه مثله. وذكر نحوه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ١ : ١٨٢. والطبري في دلائل الإمامة
: ٣٩١ / ٣٤٥. والمفيد في الاختصاص : ٩٨ طبع قم ١٤٠٢ ه. وابن الصباغ في الفصول المهمة : ٢٦٧
، وغيرها من المصادر.