والحركات في خاتمة هذا الفصل إن شاء الله.
وفي مطلع سنة ( ٢١٥ ه ) كان خروج المأمون لغزو الروم ، ماراً بتكريت سالكاً طريق الموصل ـ نصيبين علىٰ ما يبدو. وقد طال أمد حروبه نسبياً مع الروم فاستمرت حتىٰ وفاته في عام ( ٢١٨ ه ) (١) تخللتها فترات هدنة عاد فيها إلىٰ الشام.
ولعلّ آخر حدث في حياة الإمام الجواد عليهالسلام كان خروج محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام في الطالقان من بلاد خراسان عام ( ٢١٩ ه ) يدعو للرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
في ربيع الأول من عام ( ٢١٢ ه ) أظهر المأمون لأول مرة القول بخلق القرآن الكريم ، وتفضيل علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وأنّه أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ثم بعد فترة أصدر ( مرسوماً ) ملوكياً وعممه علىٰ كافة ولايات الامبراطورية الإسلامية يدعو فيه القضاة والمحدِّثين للقول بخلق القرآن ، وإلّا رُدّت شهاداتهم ، وأمر بإشخاص جماعة منهم إليه ، وكان يومها في الرقة.
أما السبب الذي قاد إلىٰ أطروحة
خلق القرآن هو أن بعض المثقفين والعلماء الذين لم يكونوا ميالين إلىٰ السلطة السياسية ، ولم يستطيعوا خوض نضال سياسي واجتماعي مكشوف مع السلطة خوفاً علىٰ استمرارية وجودهم في الحياة ، لِمَا تميّز به الدور الأموي من طابع قمعي استبدادي. ________________ ١)
تاريخ الطبري ٧ : ١٨٩ ـ ١٩٠.