إلىٰ رماد ، ولو
أنه كان يخبئ تحته ناراً.. ثم يخيّم وجوم.. ويسود صمت ( شيعي ـ علوي
).. يدوم بضع سنين.. والناس في حيرة ووجل مما يفعله المأمون بابن الرضا عليهالسلام
، فبين شاكٍّ ، ومصدِّق ، ومنتظر ما يؤول إليه الأمر غداً ، وهو ما أراده المأمون من مناورة الاستدعاء للإمام الجواد عليهالسلام
إلىٰ بغداد ثم تزويجه من ابنته واسكانه بالقرب منه والجعجعة به. ويستمر هذا الحال والإمام يمارس دور الإمامة ومهامها الكبرىٰ بأناة وتروٍّ ، حتىٰ تحين سنة ( ٢٠٧ ه ). بعد استتباب الاُمور للمأمون ، وسيطرته
التامة علىٰ مجاري الشؤون الداخلية للدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، تندلع ثورة في نقطة بعيدة من أقاصي المملكة في اليمن بقيادة عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وهو يدعو للرضا من آل محمد (١)
سنة ( ٢٠٧ ه ). وكان ذا جاه ، فالتفّ حوله خلق كثير من شيعة أهل اليمن ومن غيرهم ممن ضاقوا ذرعاً من العباسيين وولاتهم. وسرعان ما سيطرت الحركة علىٰ البلاد ، لتعاطف جماهير الاُمّة معها. والتاريخ جد ظنين بأحداث هذه الثورة وظروفها وأسبابها ومداخلاتها. وهناك قول لم نتحقق صحته ، أن الثائر
عبدالرحمن أقدم من المدينة محمد بن علي بن موسىٰ عليهالسلام
ودعا إليه سنة سبع ومئتين ( ٢٠٧ ه ) (٢). ________________ ١)
الرضا من آل محمد : اصطلاح يطلق علىٰ كل علوي يرتضونه خليفة عليهم ، ويتصدىٰ
لقيادة الثورة فينادون به. أو يراد منه إمام الوقت دون التعريف باسمه. ٢)
المجدي في أنساب الطالبيين / ابن الصوفي العمري العلوي : ٢٩٥ طبع مكتبة المرعشي
النجفي ١٤٠٩ ١
ـ ثورة عبدالرحمن في اليمن :