لي إلىٰ أبي
جعفر الثاني عليهالسلام
أن أبي ناصب خبيث الرأي ، وقد لقيت منه شدّة وجهداً ، فرأيك ـ جعلت فداك ـ في الدعاء لي ، وما ترىٰ جُعلت فداك ؟ أفترىٰ أن أكاشفه أم أُداريه ؟ فكتب : « قد فهمت كتابك وما
ذكرت من أمر أبيك ، ولست أدع الدّعاء لك إن شاء الله ، والمداراة خير لك من المكاشفة ، ومع العسر يسر ، فاصبر إن العاقبة للمتقين ثبتك الله علىٰ ولاية من تولّيت ، نحن وأنتم في وديعة الله
الذي لا يضيع ودائعه ». قال بكر : فعطف الله بقلب أبيه
حتىٰ صار لا يخالفه في شيء ) (١). وحدّث الشيخ الصدوق عن أبيه قوله : ( حدثني
سعد بن عبدالله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن اسماعيل بن سهل ، قال : كتبت إلىٰ أبي جعفر الثاني عليهالسلام
علّمني شيئاً إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا والآخرة. قال : فكتب بخطّه أعرفه : «
أكثر من تلاوة (
إنّا أنزلناه )
ورطّب شفتيك بالاستغفار » (٢). روائع
من نور كلمه أئمة أهل البيت عليهمالسلام هم أزِمّة الحقّ ، وأعلام
الدين ، وألسنة الصدق ! إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يُسبقوا. فهم عيش العلم ، وموت الجهل. ________________ ١)
بحار الأنوار ٥٠ : ٥٥ / ٣٠. ٢)
ثواب الأعمال : ١٦٥ باب ثواب الاستغفار.