يُخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن
باطنهم ، وصمتهم عن حِكَم منطقهم ، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه. إن سكتوا كان سكوتهم ذكراً ، وإن نظروا كان نظرهم عبرة ، وإن نطقوا كان منطقهم الحكمة. فكلامهم : لا يُملُّ ، وحديثهم لا تمجّه الآذان ، وتستأنس به النفوس ، وهو إلىٰ القلب أسرع منه إلىٰ السمع وإن كان يمر عبر صيوانه ؛ وذلك لأنّ لسان حالهم أسبق من لسان مقالهم. وانّ ما يخرج من القلب لا شك أنه يدخل مفترشاً صحراء القلب ، ولا يبقىٰ عالقاً في شفير المسامع. فكما أن كلامهم عليهمالسلام ، وكلّ كلامهم نور..
ونطقهم حكمة.. فإنّ إمامنا الجواد عليهالسلام
ـ وهو أحد أهل البيت النبوي الطاهر ـ له أيضاً كلمات حكيمة ، ومواعظ نورانية ، وآداب إلهية. وقد آثرنا ونحن نقترب من خاتمة هذه
الدراسة ، نقل قبسات من أنوار حكمه عليهالسلام
والتي هي في مضامينها مناهج عمل ، وبرامج توعية وهداية للسالكين طريق الحق والصلاح. فمما قاله عليهالسلام
: «
لا تعادِ أحداً حتىٰ تعرف الذي بينه وبين الله تعالىٰ ، فإن كان محسناً فإنه لا يسلمه إليك ، وإن كان مسيئاً فإن علمك به يكفيكه ، فلا تعاده ». وقال عليهالسلام
أيضاً : «
الثقة بالله تعالىٰ ثمن لكلِّ غالٍ ، وسُلّم إلىٰ كلِّ عالٍ ». وقال عليهالسلام
: «
من استفاد أخاً في الله فقد استفاد بيتاً في الجنة ». وقال عليهالسلام
: «
كيف يضيع من الله كافله ؟! وكيف ينجو من الله طالبه ؟! ومن انقطع إلىٰ غير الله وكّله الله ـ تعالىٰ ـ إليه ، ومن عمل علىٰ
غير علم أفسد أكثر