وهكذا جميع الأئمة عليهمالسلام كلّ له دوره
المتميز ، وهم متحدون في الصفات والأهداف ، ومنهم إمامنا الجواد عليهالسلام
الذي لا يختلف عن آبائه المعصومين عليهمالسلام
، إنّما تميزوا باختلاف أدوارهم ، وتنوع مواقفهم حسب ظروف المرحلة التي مرّوا بها وطبيعتها. ورغم قصر عمر أبي جعفر الثاني ، فقد
تميزت حياته بدور فاعل ومؤثر في حركة المجتمع خاصة وأنه مهّد الطريق ، وهيأ الأجواء لثلاثة أئمة أتوا من بعده كانت ظاهرة صغر السن بالنسبة إلىٰ بعضهم تشكّل أمراً بالغ الخطورة ، خاصة في قضية الإمام القائم محمد بن الحسن المهدي عليهالسلام. وسوف نلمس العطاء الفكري والعلمي للإمام
الجواد عليهالسلام
من خلال أصحابه وتلامذته والرواة عنه ، ومن خلال ما تناوله من علوم ومعارف أثرىٰ بها مدوّناتنا الفقهية والحديثية ، رغم ( الحصار المبطن ) الذي أُحيط بالإمام طيلة إقامته في بغداد والتي لم يُفصح المؤرخون عن مدتها تحديداً ؛ ومن خلال كلماته القصار التي هي مناهج للعقيدة.. وبرامج عمل نحو السمو والتكامل الروحي لبناء الإنسان وفق المنظور الإسلامي. أصحاب الأئمة عليهمالسلام عموماً ، والمحدِّثون
والرواة منهم خاصة ، يشكّلون بلا ريب الامتداد الحضاري لفكر الإمام ورسالته علىٰ طول الفترة الزمنية التي يعيشها المحدِّث ، ثم الذي يحدِّث عنه.. وهكذا كلما تطاولت سلسلة الرواة عبر التاريخ كماً وكيفاً ، زادت الصلة وتوثقت ، وتعمّق الترابط بين ________________ القدير
٦ : ١٧. وراجع : دفاع عن الكافي / السيد ثامر العميدي ١ : ٢٥٤ ـ ٢٥٩ ففيه مزيد شرح
وتفصيل.أصحاب
الإمام والرواة عنه :