الفصل الرابع
شهادته عليهالسلام وما قيل فيه
برحيل المأمون في ١٣ رجب سنة « ٢١٨ ه » بويع لأخيه أبي إسحاق المعتصم محمد بن هارون في شعبان من نفس ذلك العام. ويبدو أن الأشهر الأخيرة من تلك السنة كانت حافلة بحدث البيعة للخليفة الجديد ، حيث إنّه لم يكن يومها في بغداد عاصمة الخلافة ، إذ كان خرج مع جيش المأمون لحرب الروم وكان قائداً لأحد فصائل الجيش.
ولما رجع إلىٰ بغداد في رمضان شغلته الأشهر الثلاثة الأخيرة في ترتيب القواد والوزراء وعمّال الولايات ، وبعض الثورات والتحركات المضادة. وما أن استتب له أمر الملك وانقادت البلاد له شرقاً وغرباً ، حتىٰ أخذ يتناهىٰ إلىٰ سمعه بروز نجم الإمام الجواد عليهالسلام ، واستقطابه لجماهير الاُمّة ، وأخذه بزمام المبادرة شيئاً فشيئاً. وتتسارع التقارير إلىٰ الحاكم الجديد بتحرك الإمام أبي جعفر عليهالسلام وسط الاُمّة الإسلامية.
عليه ، يقرر المعتصم العباسي وبمشورة
مستشاريه ووزرائه ، ومنهم ابن أبي دؤاد الإيادي ، قاضي القضاة المعروف حاله الشخصي ، المبغض لأهل البيت النبوي عليهمالسلام
الذي كان يسيطر علىٰ المعتصم وقراراته وسياسته ، يقرر