المعتصم بكتاب يبعثه إلىٰ واليه علىٰ المدينة محمد بن عبدالملك الزيّات (١) في عام « ٩١٢ ه » بحمل الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام وزوجته أم الفضل بكل إكرام وإجلال وعلىٰ أحسن مركب إلىٰ بغداد.
لم يكن بد من قبل الإمام عليهالسلام من الاستجابة لهذا الاستدعاء ، الذي يُشم منه الإجبار والإكراه ، وقد أحسّ الإمام عليهالسلام بأن رحلته هذه هي الأخيرة التي لا عودة بعدها ؛ لذلك فقد خلّف ابنه أبا الحسن الثالث في المدينة بعد أن اصطحبه معه إلىٰ مكة لأداء موسم الحجّ ، وأوصىٰ له بوصاياه وسلّمه مواريث الإمامة ، وأشهد أصحابه بأنه إمامهم من بعده.. (٢) وتستمر الاستعدادات لترحيل الإمام إلىٰ بغداد ، ويستمهلهم الإمام عليهالسلام لحين أداء الموسم ، وفعلاً يؤدي الإمام الجواد عليهالسلام الموسم ، ويترك مكّة فور أداء المناسك معرجاً علىٰ مدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ليخلّف فيها ابنه الوصي الوريث ، ولكن يبدو أنه عليهالسلام خرج من المدينة متجهاً إلىٰ بغداد ولم يزر جده المصطفىٰ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكأنه أراد بهذه العملية التعبير عن احتجاجه علىٰ هذا الاستدعاء ، وأن خروجه من مدينة جده إنّما هو مكره عليه.
ويواصل الإمام عليهالسلام رحلته إلىٰ المصير
المحتوم وقد أخبر أحد أصحابه بأنّه غير عائد من رحلته هذه مرة اُخرىٰ (٣).
كما روىٰ محمد بن القاسم ، عن أبيه ، وروىٰ غيره أيضاً ، قال : لمّا خرج ـ الإمام الجواد عليهالسلام ـ من المدينة في ________________ ١)
راجع : مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ٤ : ٣٨٤. ٢)
راجع : إثبات الوصية / المسعودي : ١٩٢. وعيون المعجزات : ١٣١. وعنه في بحار
الأنوار ٥٠ : ١٦ واُصول الكافي ١ : ٣٢٣ / ١. ٣)
اُصول الكافي ١ : ٣٢٣ / ١ باب الاشارة والنص علىٰ أبي الحسن الثالث عليهالسلام.