إنّ القبضة الحديدية للسلطة العباسية
تجاه أهل البيت عليهمالسلام
وشيعتهم ، لم تمنع من ظهور الحركات والثورات ضد التعسف والجور العباسي بين الفينة والاُخرىٰ ، من هذه الحركات حركة أهالي قم وانتفاضتهم عام ( ٢١٠ ه ). ومعلوم تشيّع القميين وولاؤهم لأهل البيت عليهمالسلام ، فإنّهم وتبرماً من كثرة ما يدفعون من خراج السلطان الذي فرض عليهم ، إذ كان عليهم دفع مليوني (٢٠٠٠٠٠٠) درهم سنوياً ، فاستكثروا هذا المبلغ وطلبوا تخفيفه أُسوة بما لحق الري من حطيطة خراجهم. ورُفع طلبهم إلىٰ المأمون ، فرفض إجابتهم إلىٰ ما سألوا ، فامتنعوا من أداء خراج هذا العام ، وثاروا فخلعوا واليهم وطردوه ، ونجحوا في السيطرة علىٰ البلد ، ولو استمر نجاحهم لتغير الحال إلىٰ وضع لا تُحمد عقباه بالنسبة للسلطة المركزية ، لكن المأمون تدارك أمرهم بعلي بن هشام علىٰ رأس جيش أتبعه بآخر بقيادة عجيف بن عنبسة ، ثم ألحقهما بسرية كانت عائدة من خراسان. فالتقى الطرفان في حرب غير متكافئة
بالعدة والعدد حتىٰ ظفر علي بن هشام بالقميين وقتل رئيسهم يحيىٰ بن عمران ، وهدم سور المدينة ، وفرض عليهم بدل المليونين سبعة ملايين درهم سنوياً ، جباها منهم في سنته ، فدفعوها إليه صاغرين (١). من أهم الثورات العلوية الشيعية التي
حدثت في زمن إمامة الإمام ________________ الطبعة
الاُولىٰ ١٤٠٦ ه الدار العالمية ـ بيروت. ١)
راجع : تاريخ الطبري ٧ : ١٨٤. والكامل في التاريخ ٥ : ٤٨١.٢
ـ انتفاضة القميين :
٣
ـ ثورة محمد بن القاسم العلوي