الجواد عليهالسلام ، هي ثورة محمد بن
القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهالسلام
الملقب بالصوفي ؛ للبسه ثياب الصوف والمكنّىٰ بأبي جعفر. كان من أهل العلم والفقه والدين والزهد. وقد فصّل خروجه ومنازلاته ثم القبض عليه
أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين قائلاً : وكان خروجه في منطقة الطالقان التي تبعد عن مرو أربعين فرسخاً ودعوته كانت للرضا من آل محمد كما هي حال كل الثورات العلوية ، وقد تبعه عدد من وجوه الزيدية كيحيىٰ بن الحسن بن الفرات الحريري ، وعباد بن يعقوب الرواجني ، وكانوا يدعون الناس إليه فتبعهم في مدة يسيرة خلق كثير. وتمت سيطرته علىٰ الطالقان مدة أربعة أشهر. فلما بلغ خبره عبدالله بن طاهر وجّه
إليه الجيوش ، فكانت له بين قواد عبدالله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان وجبالها ، انهزم أخيراً محمد وأصحابه وتفرقوا في النواحي والآكام ، ولجأ محمد بن القاسم إلىٰ ( نسا ) فوشي به هناك فأُلقي عليه القبض ، وقُيّد بالحديد وأُرسل إلىٰ عبدالله بن طاهر ، فأرسله عبدالله إلىٰ المعتصم في ( سرّ من رأىٰ ) فأُدخل عليه
في مجلس شرابه ولهوه يوم ١٥ ربيع الثاني سنة ( ٢١٩ ه ) ، وكان يوم نوروز ، فأوقفه المعتصم حتىٰ فرغ الغلمان من اللعب والراقصات الفرغانيات من الرقص ، وكانت أكؤس الشراب تُدار في المجلس أمام ناظري محمد بن القاسم ، فلما رأىٰ هذا الوضع بكىٰ ثم قال : اللهم إنّك تعلم أني لم
أزل حريصاً علىٰ تغيير هذا وإنكاره. ثم أمر به المعتصم فحبس في سرداب ضيق
كاد أن يموت فيه ، فأمر بإخراجه منه وإيداعه في سجن في بستان. فلما كان ليلة عيد الفطر احتال محمد بطريقة فهرب بها من السجن وغاب عن الأنظار ولم يعرف له خبر