من شيعته ومواليه (١). وجاء في الأخبار أن الواثق صلّىٰ
عليه بحضور جماهير غفيرة من الناس ، ثم حُمل جثمانه في موكب مهيب تشيعه عشرات الآلاف من الناس إلىٰ مقابر قريش حيث مثوىٰ جدّه الإمام الكاظم موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام ، فأُقبر إلىٰ جواره في ملحودة أصبحت اليوم عمارة شامخة تناطح السماء بمآذنها الذهبية ، وقبلة يؤمها آلاف المسلمين يومياً للتبرك بأعتابها ، وطلب الحوائج من ساكنيها. ولطالما انقلب الملمّون والمستغيثون إلىٰ أهلهم فرحين بما وجدوا من إنجاز طلباتهم التي تعسّر حلّ مشكلها ، بل وإن البعض منها كان في حكم المحال حلّ معضله. الإمام الجواد عليهالسلام ما رآه أحد إلّا أُعجب
به ودُهش ، وما سمع به أحد إلّا أشاد به وأطراه ، فقد ملكت هيبة الإمام ومواهبه ونبوغه المبكر عقول وعواطف العلماء والمؤرخين ، فراحوا يسجلون إعظامهم وإكبارهم عبر كلمات المديح والإطراء عندما يصلون إلىٰ ساحة قدس الإمام الجواد عليهالسلام ليكتبوا عن حياته الشريفة. وقد انتخبنا هذه المجموعة من الانطباعات لعدد من العلماء وكبار المؤرخين ـ من غير الإمامية غالباً ـ عن شخصية الإمام الجواد عليهالسلام
ومواهبه الخلّاقة ، وعبقريته المنقطعة النظير ، وما اتصف به من نزعات وأخلاق كانت تحكي خلق وصفات جده الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وآبائه الميامين الأطهار ، نردفها وفق تسلسل سني وفيات أصحابها ، وهي كما يلي : ________________ ١)
مجموعة وفيات الأئمة : ٣٤٢.الإشادة
بشخصية الإمام عليهالسلام :