بعد ذلك. وقيل : إنّه
رجع إلىٰ الطالقان فمات بها. وقيل : بل إنّه اختفىٰ ببغداد مدة ثم انحدر إلىٰ واسط فمكث بها حتىٰ مات ، وهو الذي مال إليه أبو
الفرج الأصفهاني وصححه. وقيل : إنّه توارىٰ أيام المعتصم والواثق ، وأُخذ في أيام المتوكل فحبسه حتىٰ مات في محبسه ، ويقال : إنّه دس إليه سماً فمات منه (١). قال المسعودي : وقد انقاد إلىٰ إمامته
خلق كثير من الزيدية إلىٰ هذا الوقت ، وهو سنة ( ٣٣٢ ه ) ، ومنهم خلق كثير يزعمون أن محمداً لم يمت ، وأنه حيّ يُرزق ، وأنه يخرج فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، وأنه مهدي هذه الاُمّة ، وأكثر هؤلاء بناحية الكوفة وجبال طبرستان والديلم وكثير من كور خراسان (٢). هذا ما وقفنا عليه من حوادث وأحداث خلال
سني إمامة أبي جعفر الجواد عليهالسلام
، ومع أن التاريخ لم يحدثنا عن موقف علني للإمام عليهالسلام
من هذه الثورات والانتفاضات إلّا أنها بلا شك كانت ستنال رضا الإمام عليهالسلام فيما لو نجحت في تحقيق أهدافها في الإطاحة بالمتسلطين علىٰ الحكم ظلماً وعدواناً. ________________ ١)
مقاتل الطالبيين : ٤٦٤ ـ ٤٧٢. وتاريخ الطبري ٧ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤ حوادث سنة ( ٢١٩ ه ).
عمدة الطالب / أحمد بن علي الداوودي : ٣٠٦ الطبعة الحيدرية ـ النجف. والبحر الزخّار / أحمد
بن يحيىٰ بن المرتضى ( ت / ٨٤٠ ه ) ١ : ٢٢٨ المقدمة ، وفيه : أن المعتصم حبسه أياماً وهرب
من حبسه ، فأخذه وضرب عنقه صبراً ، وصلبه بباب الشماسية وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، وهو أحد
أئمة الزيدية وعلمائهم وزهّادهم. ٢)
مروج الذهب ٤ : ٦٠ ـ ٦١.