الفصل
الثالث العطاء
الفكري للإمام عليهالسلام لا بدّ للإمام المعصوم أن يمارس نفس
الأدوار والمهام التي كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يمارسها في حياة الاُمّة من تبليغ الرسالة.. وهداية الاُمّة إلىٰ الرشاد.. أصالة عن دوره في تحمل أعباء الإمامة المتعينة من قبل السماء ، والتي «
هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء.. »
(١) ، ونيابة عن
النبوة الخاتمة باعتبارهم الإمتداد الطبيعي لها بما اكتسبوه من عصمة في الفكر والسلوك ، و «
إنّ الإمامة خلافة الله ، وخلافة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم..
» (٢)
، ولهذا وذاك فإنّ حاجة الناس إلىٰ الإمام كحاجتها إلىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
؛ لتعليق نظام أمورها الدينية والدنيوية عليه. وعليه فدراسة حياة الأئمة عليهمالسلام باعتبارهم أوصياء
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يجب أن تعتمد المنهجية الأصيلة في البحث ؛ فتُبرز خصائص الإمام الذاتية وسيرته وسلوكه علىٰ أنّها متممة للسيرة النبوية المباركة من جانب ، ومن جانب آخر عليها ـ أي الدراسة ـ إبراز جانب التكليف الالهي لمنصب وصاية الأنبياء ، ووظيفة الإمام الرسالية في البناء الفكري والعقيدي للاُمّة ________________ ١)
الكافي ١ : ٢٠٠ / ١ عن الإمام الرضا عليهالسلام. ٢)
المصدر السابق نفسه.