الإسلامية ، ثم
هداية الشعوب والاُمم إلىٰ خط الإسلام الأصيل ، تماماً كما كان يفعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
إبّان الدعوة ، وبعد انتشار الإسلام. وهكذا تحتفظ مسيرة حركة الأنبياء بتعجيلها في انطلاقتها إلىٰ آخر عمر الدنيا ، حيث إنّ الإسلام رسالة خاتمة ، وليس بعده نبوّة أو رسالة. ولهذا اكتسب منصب الإمامة والوصاية
أهمية بالغة وخطيرة في حركة الاُمّة ، ومن هنا ندرك معنىٰ قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: «
من سرّه أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي فإنّهم عترتي ، خُلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي » (١). فالأئمة إذن ؛ قوّام الله علىٰ خلقه
، وعرفاؤه علىٰ عباده ، ولا يدخل الله أحداً الجنة إلّا من قد عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرهم وأنكروه (٢). ومن خلال هذه السلسلة لأئمة الهدىٰ
الاثني عشر تطالع الأنموذج الأمثل لسيرة أولياء الله الصالحين ، الهادين المهديين ، وهي تضارع سيرة الأنبياء إن لم تكن تماثلها أو تسمو عليها في بعض الحالات. ولا تحسبنّ ذلك غلوّاً منّا أو شططاً من القول ، فالصحيح المتواتر عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن عيسىٰ بن مريم وهو نبي من أولي العزم ينزل عند خروج المهدي صاحب الزمان (عج) ويكون بمثابة وزيره ، ويصلي خلفه مأموماً (٣). ________________ ١)
كنز العمال ١٢ : ١٠٣ / ٣٤١٩٨ عن الطبراني في المعجم الكبير باسناده عن ابن عباس. ٢)
راجع : نهج البلاغة : ٢١٢ خطبة ١٥٢ تنظيم صبحي الصالح. ٣)
راجع : مصنّف ابن أبي شيبة ١٥ : ١٩٨ / ١٩٤٩٥. والحاوي للفتاوى / السيوطي ٢ : ٧٨.
وفيض