فأُفحم يحيىٰ بن أكثم وسكت ، بعد
أن أعيته أجوبة الإمام عليهالسلام
عن إيجاد مخرج لما تورط فيه (١). الحدث المعجز إنّما يجريه الله سبحانه
وتعالىٰ علىٰ يد أنبيائه ورسله أو أوصيائهم ؛ للتدليل علىٰ أن النبي المرسل أو الوصي المختار مرتبط بالسماء بشكل أو بآخر ، وأن المعجزة ـ وهي أمر خارق للعادة الطبيعية ـ هي تأييد لدعوىٰ النبي بأنّه ينطق عن السماء ، وأن ما يأتي به من تعاليم إنّما تصدر عن الله تبارك وتعالىٰ ؛ وتأييد لدعوىٰ الوصي أو الإمام المعصوم أيضاً بأنّه يتصل بالنبوة التي هي بدورها من مختصات السماء. ولقد وظّف أئمة أهل البيت عليهمالسلام المعاجز والكرامات
التي كانت تجري علىٰ أيديهم في استقطاب أفراد الاُمّة حول محور الإمامة ، ثم إرشادهم وهدايتهم نحو المسار الصحيح. ومن ذلك ، الخبر الذي يبيّن بجلاء توظيف
الإمام عليهالسلام
للمعجزة في هداية الناس إلىٰ طريق الحق ، وإلفات نظرهم إلىٰ عظيم منزلة أئمة أهل البيت عليهمالسلام
عند الله سبحانه. فقد جاء عن علي بن خالد ، قال : كنت بالعسكر ، فبلغني أنّ هناك رجلاً محبوساً أُتي به من ناحية الشام مكبولاً ، وقالوا : إنّه تنبأ (٢). قال : فأتيت الباب وداريت البوّابين حتىٰ
وصلت إليه ، فإذا رجل له فهم ________________ ١)
الاحتجاج / الطبرسي ٢ : ٢٤٥ طبعة النجف ـ دار النعمان ١٣٨٦ ه ، تعليق السيد
محمدباقر الخرسان. ٢)
تنبأ أي ادّعىٰ النبوة.توظيف
المعجزة والكرامة في الهداية والارشاد :