ليس غريباً إذا قلنا : إنّه لا مدخلية
للعمر في تسنّم منصب الإمامة ، ولو أن ظاهرة الإمام الجواد عليهالسلام
كانت الاُولىٰ من نوعها في الإسلام علىٰ ما هو معهود ومعروف ! إلّا أنها لم تكن الاُولىٰ في العالم علىٰ مستوىٰ
حركة الأنبياء والرسل وأوصيائهم السابقين ، فذاك عيسىٰ بن مريم آتاه الله الحكمة والنبوة وكان في المهد صبياً ، وقبله كان يحيىٰ ، فقد آتاه الله الحكم
والكتاب وهو صبي ( وَآتَيْنَاهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا )
(١). ( فإنّ الظاهرة التي وجدت مع هذا الإمام
وهي ظاهرة تولّي شخص للإمامة وهو بعد في سن الطفولة ، علىٰ أساس أن التاريخ يتّفق ويُجمع
علىٰ أنّ الإمام الجواد توفي أبوه وعمره لا يزيد عن سبع سنين. ومعنىٰ هذا أنّه تولّىٰ زعامة الطائفة الشيعية روحياً وفكرياً وعلمياً ودينياً وهو لا يزيد
عن سبع سنين ، هذه الظاهرة التي ظهرت لأول مرة في حياة الأئمة في الإمام الجواد عليهالسلام
) (٢). وقد قدّمنا في الفصل الأول الروايات
التي تنصّ علىٰ أنّ الإمام الرضا عليهالسلام
وهو الإمام المعصوم قد شهد بأن مولوده الصغير ـ وكان يشير إليه ـ سيكون الإمام من بعده بالرغم من صغر سنِّه (٣)
، وبذلك فقد حلَّ الإمام الرضا عليهالسلام
إشكالية المسألة في حياته وأرجع أصحابه وشيعته وجميع ________________ ١)
سورة مريم : ١٩ / ١٢. ٢)
من محاضرة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر قدسسره
في ٢٩ ذي القعدة الحرام سنة ١٣٨٨ ه لم تنشر توجد ضمن مستندات ووثائق موسوعة الشهيد الصدر. ٣)
راجع النصوص المتقدمة آنفاً عن اُصول الكافي ١ : ٣٢١ / ١٠ و ٣٢٢ / ١٣ و ٣٨٣ / ٢.
وإثبات الوصية : ١٨٥.العمر
ومنصب الإمامة :