فلمّا رجع علي بن
جعفر إلىٰ مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون : أنت عم أبيه ، وأنت تفعل به هذا الفعل ؟! فقال : ( اسكتوا ، إذا كان الله عزَّ وجلّ ـ وقبض علىٰ لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة ، وأهّل هذا الفتىٰ
ووضعه حيث وضعه ، أُنكر فضله ؟! نعوذ بالله مما تقولون ، بل أنا له عبد ) (١). وروىٰ الكشي بسنده عن علي بن جعفر
خبراً له مع واقفي حاججه في أمر الإمامة ، فأجابه علي بن جعفر جواباً قاطعاً بأن أبا جعفر الجواد عليهالسلام هو الإمام الناطق بعد أبيه علي بن موسىٰ الرضا (٢). كما روىٰ الكشي في رجاله باسناده
عن أبي عبدالله الحسين بن موسىٰ ابن جعفر ، قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام
بالمدينة وعنده علي بن جعفر ، وأعرابي من أهل المدينة جالس ، فقال لي الأعرابي : من هذا الفتىٰ ؟ وأشار بيده إلىٰ أبي جعفر عليهالسلام.
قلت : هذا وصي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقال : يا سبحان الله ! رسول الله قد مات منذ مئتي سنة وكذا وكذا سنة ، وهذا حدث ، كيف يكون ؟! قلت : هذا وصي علي بن موسىٰ ، وعلي
وصيّ موسىٰ بن جعفر ، وموسىٰ وصيّ جعفر بن محمد ، وجعفر وصيّ محمد بن علي.. الخبر (٣). وهذا الخبر من جملة الأحاديث والمرويات
المستفيضة في مظانها ، الدالة علىٰ أنّه كان معروفاً آنذاك أن الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام هم أوصياء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بالنص عليهم واحداً بعد واحد. ________________ ١)
اُصول الكافي ١ : ٣٢٢ / ١٢. ٢)
رجال الكشي : ٤٢٩ / ٨٠٣. ٣)
رجال الكشي : ٤٢٩ / ٨٠٤.