حيّاً (١). فلسان الرواية يبيّن أن الخليفة أعدّ
مسبقاً لذلك المجلس جمعاً غفيراً من الفقهاء للحكم في هذه المسألة ، ويبدو أيضاً أنه اختارهم علىٰ مختلف المشارب والاتجاهات الفقهية والفكرية؛ لأنّ الوقت آنذاك كان وقت كلام ومساجلات وتعدد في الآراء الفقهية. من نافلة القول إن الأئمة من أهل البيت
النبوي الطاهر عليهمالسلام
، هم الراسخون في العلم ، المفسرون للقرآن الكريم كما أنزله الله وأراده حقيقة ، وهم وحدهم العالمون بتأويله ، والدليل علىٰ ظاهره وباطنه. وليس بدعاً من القول إذا سلّمنا بأنهم عدل القرآن ؛ للنبوي الصحيح المروي في المدوّنات الحديثية لدى الفريقين سواء بسواء ، ذلك هو حديث : «
إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » (٢). إذا علمت هذا ، فينبغي بمن هو عدل
الكتاب وقرينه ، أن يكون عالماً بكل آياته ، ومحيطاً بجميع أسراره ومحكمه ومتشابهه ، ناسخه ومنسوخه ، وهكذا كان أهل البيت عليهمالسلام
قرآناً ناطقاً يهدي للتي هي أقوم ، ويبشّر ________________ ١)
تفسير العياشي ١ : ٣١٩ ـ ٣٢٠ / ١٠٩ طبع طهران بتحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاتي. ٢)
الحديث روي في العديد من المصادر التي لا يمكن حصرها هنا نذكر منها : صحيح مسلم ٤
: ١٨٧٣ / ٢٤٠٨. ومسند أحمد ٥ : ١٨٩. وسنن الدارمي ٢ : ٤٣١ ـ ٤٣٢. ومصنّف ابن أبي شيبة ١١
: ٤٥٢ / ١١٧٢٥. وصحيح الترمذي ٥ : ٦٦٢ / ٣٧٨٦. وللمزيد راجع : دفاع عن الكافي / ثامر
العميدي ١ : ١٤٤ ـ ١٥٣ ففيه تفاصيل عن ألفاظ الحديث وطرقه ودلالاته ومصادره.دوره
في تفسير القرآن :