المؤمنين بخط
ولايتهم بأن لهم قدم صدق عند مليك مقتدر. وعلىٰ الرغم من أن ما وصل إلينا
عن الأئمة الميامين عليهمالسلام
بشأن القرآن الكريم وتفسيره لا يشكل إلّا نزراً يسيراً لما يمتلكون من حصيلة علمية ، وثراء فكري ليس لهما حدود ، إلّا أن المتصدي لتفسير القرآن الكريم لا يمكنه الاستغناء عن تفسيرهم عليهمالسلام
لما فيه من سمات أصيلة لفهم كتاب الله ، أبرزها تفسير القرآن بالقرآن ، والقول بسلامة القرآن من التحريف وغيرها من المبادىَ الأساسية لادراك معاني الكتاب الكريم. وإمامنا الجواد عليهالسلام هو واحد من تلك
الكوكبة ، لا يمكن الاستغناء عما وصلنا عنه في التفسير بحال ، وهو كثير جداً لو استُخرج من مظانه ، وجُمع شتاته. ومن أمثلة تفسيره عليهالسلام ، ما نقله الكليني
في الكافي بسنده عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري الذي قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام
سائلاً عن معنىٰ : ( لَّا تُدْرِكُهُ
الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (١). فقال عليهالسلام
: «
يا أبا هاشم ، أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولا تدركها ببصرك ، وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ؟! »
(٢). ونقل شيخ الطائفة في تهذيبه ، بسنده عن
السيد ( عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام
أنّه قال : سألته عمّا أُهلّ ________________ ١)
سورة الأنعام : ٦ / ١٠٣. ٢)
اُصول الكافي ١ : ٩٩ / ١١.