تراثنا العريق وبين
الحاضر المعاصر الجديد. وسبق الحديث عن ما لأئمة أهل البيت عليهمالسلام من دور في حركة
المجتمع والتاريخ ، كذلك أصحابهم ووكلاؤهم عليهمالسلام
كان لهم أيضاً دور فاعل في عملية التغيير والبناء الرسالي التكاملي للاُمّة ، فقد كانوا بمثابة أذرع الإمامة الممتدة في الاُمّة ، وأصواتها الموصلة لرسالتهم إلىٰ جماهير الناس وأفرادها. ثم إنّ هؤلاء هم الحافظون لتراثهم الإسلامي
الأصيل ، والناقلون له إلىٰ الأجيال التالية من بعدهم. لهذا كان الأئمة عليهمالسلام
يحرصون علىٰ اصطفاء مجموعة من الأصحاب الثقات المخلصين الذين يرون فيهم أهلية تحمّل بعض علوم الإمام واستيعابها. فكانوا عليهمالسلام
يعدّونهم إعداداً خاصاً ؛ ليفضوا إليهم ببعض أسرارهم وعلومهم. وبذا فقد تخرّج من مدرسة أهل البيت عليهمالسلام رجال أفذاذ
يُعتبرون من مفاخر التاريخ ، ونوادر الدنيا في مختلف العلوم من فقه وحديث وتفسير ولغة وفلسفة وأخلاق إلىٰ غير ذلك ما شاء الله من العلوم والمعارف الإسلامية. ولو تصفحنا تاريخ الثلة المؤمنة من
أولئك الرجال الأماثل ، وتتبعنا ما حفظوه لنا من تراثنا الإسلامي ، فسنجد أن هناك كنوزاً من الذخائر أودعوها لنا في مدوّنات بلغ ما كتبه منها محمد بن أبي عمير ـ مثلاً ـ أربعاً وتسعين كتاباً ، وما كتبه الفضل بن شاذان يبلغ مئة وثمانين كتاباً ، ويونس ابن عبدالرحمن أكثر من ثلاثمئة كتاب ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم أكثر من سبعين كتاباً ، وعلي بن مهزيار خمساً وثلاثين كتاباً.