مطاوي نفسه التي لم تُعرف نواياها الحقيقية ، فماتت معه بموته.
كما أراد صرف الناس عن التوجه إلىٰ أهل البيت عليهمالسلام والتمسك بمنهجهم القويم.
بهذا الدهاء السياسي استطاع المأمون العباسي سحب البساط من تحت أرجل شيعة أهل البيت عليهمالسلام عموماً ، والطالبيين بشكل أخص ، وفوّت عليهم فرصة أي ثورة أو انتفاضة ضد حكومته. وبذلك تمكن من أن يأمن هذا الجانب ـ وإن كان علىٰ حذر ووجل إلىٰ فترة غير قليلة ـ استطاع خلالها ترتيب البيت العباسي ، واستحكام أمر الخلافة. ولم يكن المأمون مستعجلاً هذه المرة مع الإمام الجواد عليهالسلام الصبي الصغير ثم الشاب اليافع ، بشأن تصفية وجوده ، لما يشكّله عليهالسلام من خطر علىٰ مستقبل الخلافة والوجود العباسي ككل.
ولقد انعكس ذلك الهدوء السياسي النسبي الذي أعقب تولي الإمام الرضا عليهالسلام عهد المأمون له بالخلافة من بعده ، علىٰ امتداد فترة إمامة أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، إلّا ما كان من ثورة عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام في اليمن سنة ( ٢٠٧ ه ).
كان هذا مجمل الوضع السياسي بُعيد استشهاد الإمام الرضا عليهالسلام ، وتسنّم الإمام الجواد عليهالسلام منصب الإمامة ، واظهاره لها وهو حدث صغير ، الأمر الذي جعل الأنظار تتجه نحوه ، وتصطكّ عنده رُكَبُ العلماء ، وتُثنىٰ أمامه هيبةً وإذعاناً لعلمه.
ثم ما كان من أحداث ( قم ) سنة ( ٢١٠ ه
). وفي سنة ( ٢١٤ ه ) كانت حركة جعفر بن داود القمي في مصر. وسنأتي علىٰ تفصيل هذه الثورات