يومذاك ، تجلب الانتباه
وتأخذ بالعقول وتستهويها ؛ لهذا فقد أبقاه عنده فترة طويلة. ٢ ـ المأمون ، ولأجل رفع أصابع الاتّهام
عنه باغتيال الإمام الرضا عليهالسلام
، أراد أن يثبت ظاهرياً للعوام والخواص حبه للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، من خلال بقائه علىٰ ولاء وحب البيت العلوي؛ لذلك أظهر اهتماماً زائداً ، وتكريماً متميزاً للإمام الجواد عليهالسلام
، بل وأقرّ له ما كان يعطي أباه الرضا عليهالسلام
من عطاء وزيادة ، فبلغ عطاؤه ألف ألف درهمٍ سنوياً (١). ٣ ـ تزويجه إياه من ابنته ( زينب ) المكناة
بأم الفضل ، واسكانه قصور السلطنة. ٤ ـ توليته بعد وروده بغداد عام ( ٢٠٤ ه
) عبيدالله بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
مكة والمدينة. وبقي علىٰ ولايتهما حتىٰ أواخر عام ( ٢٠٦ ه ). ٥ ـ أمره ولاة الأقاليم والخطباء بإظهار
فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام
علىٰ المنابر في جميع المناسبات. ٦ ـ تبنّيه مذهب الاعتزال وإظهار القول
بخلق القرآن في ربيع الأول سنة ( ٢١٢ ه ) ، وكان الدافع من وراء ذلك ـ علىٰ ما يظهر لنا ـ سياسياً ، لأجل
تصفية بعض الخصوم وإبعاد البعض الآخر ، وإجبار بعض الفقهاء ، خارج المدار السلطاني ، الدخول في فلك البلاط ؛ لتمرير بعض المآرب السياسية في مرحلة لاحقة. ثم لعلّه أراد من إظهار هذا الحق باطلاً كان يختبئ في ________________ ١)
مرآة الجنان / اليافعي ٢ : ٨٠.