فاطمة عليهاالسلام وقالت : « بقر الله بطنك كما بقرت صحيفتي » (١).
وفي رواية سبط ابن الجوزي : أن عمر قال لأبي بكر : ممّاذا تنفق علىٰ المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترىٰ (٢) ؟
ولا تعارض بين هذه الرواية وبين ما تقدم من أنّ أبا بكر منع الزهراء عليهاالسلام وطلب منها إكمال البيّنة ، ذلك لأنّه كتب لفاطمة عليهاالسلام بفدك وعمر غير حاضر ، فلمّا حضر عمر وطعن بالشهود ، طالبها أبو بكر بالشاهد الآخر.
كما أنّ هذه الرواية لا تعارض خبر أبي بكر في أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يورث ، لأنّه كتب لفاطمة عليهاالسلام بفدك عندما طالبت بالنحلة لا بالميراث ، فلمّا طالبت بالميراث روىٰ الخبر القاضي بمنع الميراث علىٰ ما سيأتي بيانه.
ولم يكتفِ عمر بالطعن في شهادة أمير المؤمنين عليهالسلام وأُمّ أيمن في ردّه لدعوىٰ الزهراء عليهاالسلام ، بل إنّه زعم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقسمها ، فقد روىٰ الثقفي باسناده عن ابن عائشة ، قال : حدثني أبي ، عن عمّه ، قال : قالت فاطمة عليهاالسلام لأبي بكر : إنّ فدك وهبها لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فمن يشهد بذلك ؟ فجاء علي بن أبي طالب عليهالسلام فشهد ، وجاءت أُمّ أيمن فشهدت أيضاً ، فجاء عمر بن الخطاب وعبدالرحمن بن عوف ، فشهدا أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقسمها.
_______________________
١) راجع : شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٤ و ٢٧٤. وتفسير القمي ٢ : ١٥٥ و ٣٢٦. وتفسير العياشي ٢ : ٢٨٧ / ٤٩. والكافي / الكليني ١ : ٥٤٣ / ٥. والشافي / المرتضىٰ ٤ : ٩٧. وتلخيص الشافي ٣ : ١٢٤ ـ ١٢٥. والاحتجاج / الطبرسي : ٩١. والاختصاص / المفيد : ١٨٥. وأعلام النساء / كحالة ٤ : ١١٨. والتتمة في تواريخ الأئمة عليهمالسلام / تاج الدين العاملي : ٤٣.
٢) السيرة الحلبية ٣ : ٣٦٢ ، المكتبة الإسلامية ـ بيروت.