ويدلّ عليه ما رواه أبو داود عن أبي الطفيل ، قال : جاءت فاطمة عليهاالسلام إلىٰ أبي بكر تطلب ميراثها من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال أبو بكر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إنّ الله عزَّ وجلَّ إذا أطعم نبياً طعمة ثم قبضه ، فهي للذي يقوم من بعده (١).
وفي حديث أُمّ هانىء : أنّ أبا بكر قال لفاطمة عليهاالسلام : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إنّما هي طعمة أطعمنيها الله حياتي ، فإذا متُّ فهي بين المسلمين (٢).
بقي أنّ حديث البخاري المتقدم يذكر أنّ الزهراء عليهاالسلام قد ودّعت الدنيا وهي ساخطة علىٰ أبي بكر ، ومعلوم أنّ فعل الزهراء عليهاالسلام وقولها لا يتجافىٰ عن الحقّ ، لأنّ الله تعالىٰ يغضب لغضبها ويرضىٰ لرضاها ، ولم تغضب فاطمة عليهاالسلام علىٰ أبي بكر بمجرد سماعها حديثه ، بل سخطت عليه بعد نزاع واحتجاج طويلين (٣) ، حيث عارضت حديثه بالآيات العامة المشرّعة للتوارث بين المسلمين بما فيهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثمّ ذكرت الآيات الدالة علىٰ توريث الأنبياء ، كعيسىٰ وداود وزكريا عليهمالسلام ، وسيأتي ذلك في المبحث الثاني عند ذكر خطبتها عليهاالسلام.
_______________________
١) سنن أبي داود ٣ : ١٤٤ / ٢٩٧٣ ـ باب في صفايا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأموال. والرياض النضرة / المحب الطبري ١ : ١٩١. وسنن البيهقي ٦ : ٣٠٣. ومسند فاطمة عليهاالسلام / السيوطي : ١٥. وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٩.
٢) فتوح البلدان / البلاذري : ٤٥. ومسند فاطمة عليهاالسلام / السيوطي : ١٣. ونحوه في شرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢٣٢. والسقيفة وفدك / الجوهري : ١١٧ عن مولىٰ أُمّ هانيء.
٣) راجع طرفاً من احتجاجاتها ومطالبتها عليهاالسلام بالارث في كشف الغمة / الأربلي ١ : ٤٧٨. وشرح ابن أبي الحديد ١٦ : ٢١٩. وفتوح البلدان / البلاذري : ٤٤.