بهما فانى أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ ، فذهب بهما إلى فلان اليهودى فتوجه اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان فى مسربة (١) بين أيديهما فضل من تمر فقال : يا علىّ ألا تقلب ابنىّ قبل أن يشتد الحر عليهما؟ قال : فقال على عليه السلام : أصبحنا وليس فى بيتنا شئ فلو جلست يا رسول اللّه حتى أجمع لفاطمة تمرات ، فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وعلى عليه السلام ينزع لليهودى كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر فجعله فى حجزته ثم أقبل ، فحمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أحدهما وحمل على عليه السّلام الآخر ، قال : أخرجه الدولابى فى الذرية الطاهرة فى مسند أسماء بنت عميس عن فاطمة عليها السلام.
[ مسند الإمام أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٣٥ ] روى بسنده عن مجاهد قال : قال على عليه السلام : جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل فى عوالى المدينة فاذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداى ، ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت : بكفى هكذا بين يديها وبسط إسماعيل ـ يعنى الراوى ـ يديه وجمعهما فعدت لى ست عشرة تمرة فأتيت النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم فأخبرته فأكل معى ، ( أقول ) ورواه أبو نعيم أيضا فى حليته ( ج ١ ص ٧٠ وص ٧١ ) قال فى الأول : فذهبت بالتمر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال لى خيرا ودعا لى ، وقال فى الثانى : ثم جئت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بملء كفى فأكل بعسه وأكلت بعضه ( أنتهى ) ، ورواه غيرهما أيضا من أئمة الحديث.
_________________
١ ـ المسربة : المرعى.