باب
في وصف ضرار عليا عليه السّلام حتى بكى معاوية
[ حلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٨٤ ] روى بسنده عن أبى صالح قال : دخل ضرار بن ضمرة الكنانى على معاوية فقال له : صف لى عليا فقال : أو تعفينى يا أمير المؤمنين؟ قال : لا أعفيك قال : أما إذا لابد فانه كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان واللّه غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان واللّه كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه الينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي فى باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد باللّه لقد رأيته فى بعض مواقفه ـ وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه ـ يميل فى محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكى بكاء الحزين ، فكأنى أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا ، يتضرع اليه ثم يقول للدنيا : إلى تغررت ، إلي تشوقت ، هيهات هيهات غرى غيرى ، قد بتتك