ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من فلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء ، فقال : كذا كان أبو الحسن رحمه اللّه ، كيف وجدك عليه يا ضرار؟ قال : وجد من ذبح واحدها فى حجرها ، لا ترقأ دمعتها ، ولا يسكن حزنها ، ثم قام فخرج ، ( أقول ) ورواه ابن عبد البر أيضا فى استيعابه ( ج ٢ ص ٤٦٣ ) عن الحرمازى ـ رجل من همدان ـ وقال فيه : إلي تعرضت أم إلي تشوقت ، هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وذكره المحب الطبرى أيضا فى الرياض النضرة ( ج ٢ ص ٢١٢ ) وقال فيه : قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها ، وقال : أخرجه الدولابى وأبو عمرو وصاحب الصفوة.
( ثم ) إن هاهنا حديثا فى صفة شيعة على عليه السلام يناسب ذكره فى خاتمة هذا الباب وهو ما رواه أبو نعيم فى حلية الأولياء ( ج ١ ص ٨٦ ) عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال : شيعة على عليه السلام الحلماء العلماء الذبل الشفاه الأخيار ، الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة ، وروى أيضا فى الصفحة المذكورة عن على بن الحسين عليهما السلام قال : شيعتنا الذبل الشفاه والإمام منا من دعا إلى طاعة اللّه.