الطبرانى فى معجمه.
[ ذخائر العقبى ص ١٣٥ ] قال : عن على بن الهلالى عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فى الحالة التى قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع صلى اللّه عليه وآله وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتى فاطمة ما الذى يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة من بعدك فقال : يا حبيبتى أما علمت أن اللّه اطلع على أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلى أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت فقد أعطانا اللّه سبع خصال لم تعط أحدا قبلنا ولا تعط أحدا بعدنا ، وأنا خاتم النبيين وأكرمهم على اللّه عز وجل وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه عز وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما فى الجنة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما ـ والذى بعثنى بالحق ـ خير منهما ، يا فاطمة والذى بعثنى بالحق إن منهما مهدى هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا (١) وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك من يفتح حصون الضلالة وقلوبا غلفا (٢) يقوم بالدين فى آخر الزمان كما قمت به فى أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، قال : خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذانى فى
__________________
١ ـ الهرج والمرج : الافتتال والاختلاط.
٢ ـ غلفا : أى فى غلاف عن سماع الحق.