باب
في خطبة الحسن عليه السّلام قبل صلحه مع معاوية
[ أسد الغابة لابن الأثير ج ٢ ص ١٣ ] روى بسنده عن أبى بكر ابن دريد قال : قام الحسن عليه السلام بعد موت أبيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال ـ بعد حمد اللّه عز وجل ـ إنا واللّه ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم فى منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ، ألا وإنا لكم كما كنا ولستم لنا كما كنتم ، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره ، فأما الباقى فخاذل ، وأما الباكى فثاثر ، ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة فان أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى اللّه عز وجل بظبا السيوف وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا ، فناداه القوم من كل جانب البقية البقية فلما أفردوه أمضى الصلح.