( سورة الانعام )
* واذ قال ابراهيم لابيه آزر أتتخذ اصناماً آلهة اني أراك وقومك في ضلال مبين. [ الآية : ٧٤ ]
الذي كان أبا ابراهيم حقيقة اسمه تارخ ، وأما آزر فانما كان جده لامه او عمه ، على الخلاف فيه.
ولا شك ان اهل اللغة يطلقون اسم الاب على العم تارة ، وعلى الخال اخرى ، لقوله تعالى : « ورفع ابويه » (١) وكان يعقوب وخالته ، ماتت امه فتزوجها.
وعلى جد الام ، لانه اب احد الابوين ، ومنه قولهم يا بن رسول الله للحسنين وسائر الائمة ـ عليهم السلام.
واما صرنا الى ذلك لاجماعنا على ان آباء نبينا الى آدم كلهم مسلمون موحدون لقوله ـ صلى الله عليه وآله : لم يزل ينقلني الله من اصلاب الطاهرين الى ارحام المطهرات حتى اخرجني في عالمكم هذا. والكافر غير موصوف بالطهارة ، لقوله تعالى : « انما المشركون نجس » (٢).
والاقوى ان يستدل عليه بقوله « ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب » (٣) فانه صريح في ان ابويه لم يكونا كافرين ، لانه انما يسأل المغفرة لهما يوم القيامة ، فلو كانا كافرين لما سأل ذلك ، لقوله « فلما تبين له انه عدو الله
____________
(١) يوسف : ١٠٠.
(٢) التوبة : ٢٨.
(٣) ابراهيم : ٤١.